صحة الأم والطفل ... الرضاعة الطبيعية تحمي الطفل من الالتهابات الفيروسية
تاريخ النشر: 26/09/2016 - عدد القراءات: 40923
صحة الأم والطفل ... الرضاعة الطبيعية تحمي الطفل من الالتهابات الفيروسية
صحة الأم والطفل ... الرضاعة الطبيعية تحمي الطفل من الالتهابات الفيروسية

 كشفت دراسة قام بها باحثون من فنلندا عن دور الرضاعة الطبيعية في حماية الطفل من الإصابة بالعديد من الالتهابات الفيروسية، حيث تبين أن حليب الثدي يقلل من مخاطر الإصابة بهذا النوع من الأمراض والذي يشيع انتشاره بين الأطفال. وبحسب ما أوضح الباحثون، وهم مختصون من “جامعة تامبيري” و”جامعة هلسنكي” في فنلندا، فقد أظهرت نتائج دراسة أجروها على الأطفال الرضع، أن الرضاعة الطبيعية تساعد الطفل على مقاومة الالتهابات التي تتسبب بها جراثيم “الإنتيروفيروس” من خلال منحه أجساماً مضادة لمحاربتها.

 
تشمل عائلة “الإنتيروفيروس” مجموعة كبيرة من الفيروسات التي تنتشر بواسطة الرذاذ الأنفي، اللعاب والبراز، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة بإفرازات الشخص المصاب، وهي قد تتسبب بظهور أعراض تنفسية مثل الرشح، أو النزلات المعوية، كما قد تتطور الإصابة لتؤدي إلى معاناة المريض من مضاعفات ترتبط بالقلب والأغشية الدماغية. وتألفت عينة الدراسة من مائة وخمسين من الأطفال الرضع، وقد تمت متابعتهم منذ ولادتهم من خلال رصد حالات الإصابة بالتهابات “الانتيروفيروس” بينهم، كما سجل الباحثون الفترة الزمنية التي نال الطفل خلالها حليب الثدي كمصدر وحيد للتغذية. إلى جانب ذلك تم جمع عينات من حليب الأمهات، بالإضافة إلى عينات الدم من جميع المشاركين كل ثلاثة أشهر، وذلك بغرض الكشف عن أية أجسام مضادة لفيروسات “إنتيروفروس” ورصد أي وجود لمادة الفيروس الوراثية. كما تضمنت الدراسة جمع عينات من المصل من كل أم مشاركة في ثلاث مراحل زمنية مختلفة وهي بداية فترة الحمل، عند الوضع، وبعد مرور ثلاثة أشهر على ولادة الطفل. وتشير نتائج الدراسة التي نشرتها دورية “طب الأطفال” في عددها الصادر لشهر مايو/أيار من العام ،2007 إلى أن الأطفال الذين حظوا برضاعة طبيعية كمصدر وحيد لتغذيتهم ولمدة تجاوزت الأسبوعين، كانوا أقل تعرضاً للإصابة فيما يختص بهذا النوع من الفيروسات عند بلوغهم العام الأول. كما تبين أن ارتفاع مستوى الأجسام المضادة في مصل الأم وحليب الثدي لديها ارتبط بانخفاض معدلات حدوث الإصابة عند الطفل في الحالات التي تجاوزت فترة الرضاعة مدة أسبوعين. وطبقاً لقولهم فقد أكدت النتائج على أن تعرض الأم لهذا النوع من الفيروسات، لم يؤد إلى تسرب المادة الوراثية للفيروس في حليب الثدي لديها.
وتكمن أهمية الدراسة، من وجهة نظر القائمين عليها، في إشارتها إلى الدور الوقائي الذي تلعبه الرضاعة الطبيعية في التقليل من مخاطر إصابة الطفل بفيروسات “الإنتيروفيروس” وذلك بمنحه الأجسام المضادة الضرورية لمقاومتها. والمعروف ان أفضل طريقة لتغذية الطفل هي الرضاعة الطبيعية والتي تلقى اهتماماً كبيراً من جهات صحية اقليمية ودولية عديدة، ومنها منظمة الصحة العالمية التي بينت فوائد هذه الرضاعة وحثت عليها بل اقترحت سن قوانين لتشجيع ذلك في جميع الدول. وقد اجريت عدة بحوث اثبتت ان الرضاعة الطبيعية لها فوائد كثيرة للأم، والطفل كما سنبين بعد قليل، ومن أحد اقتراحاتها ان الرضاعة الطبيعية تكون كافية وحدها في خلال الستة أشهر الأولى من عمر الطفل. كذلك ان هناك غريزة طبيعية تنشأ من خلال العلاقة المتينة بين الأم وطفلها نتيجة لتلك الرضاعة. فقرار الإرضاع من الثدي لابد ان يتم ويمهد له بكل الوسائل قبل الولادة أي أثناء الحمل، وذلك بإيضاح فوائدها على الأم، والطفل، واطلاع الأم على رأي الاخصائيين في هذا المجال من خلال المناقشات والتثقيف الصحي، وعرض الافلام، واعطاء بعض الكتيبات الصغيرة والكبيرة حتى يتأكد من اقتناع الأم تماماً بالرضاعة الطبيعية. ومن مزايا الرضاعة من الثدي: * يحتوي حليب الأم على جميع عناصر الغذاء المطلوبة بشكل متوازن ومدروس والضرورية للطفل. * يؤمن حليب الأم للطفل النمو الطبيعي. * يحتوي على مناعة ضد كثير من الجراثيم والميكروبات. * الرضاعة الطبيعية تقيم علاقة مليئة بالعطف والحنان بين الأم والطفل. * الرضاعة الطبيعية تقي الطفل من الالتهابات. كالإسهال والمشاكل المعوية الأخرى. * ثبت من خلال الدراسة ان الأطفال الذين تتم رضاعتهم من الثدي تقل نسبة الموت الفجائي لديهم. * حليب الأم دائما طازج وجاهز. وحرارته مناسبة. * حليب الأم لايحتاج إلى تعقيم. * اثبتت الدراسات ان الأطفال الذين تمت رضاعتهم لديهم قدرة ذكاء واستقرار نفسي أكثر. أما فوائد الرضاعة على الأم فهي انها: * تساهم إلى حد كبير في إعادة الاعضاء التناسلية إلى اوضاعها الطبيعية، وخاصة بيت الرحم. * توفر ثمن بعض التكاليف التي تصرف على الحليب الصناعي. * توفر على الأم الوقت والتعب. * دلت الاحصائيات العديدة على ان سرطان الثدي نادراً مايصيب الامهات المرضعات. * الرضاعة من الثدي تخفف من احتمال حصول الحمل فتستعيد الأم نشاطها وحيويتها. وهناك العديد من العوامل المساعدة للإرضاع من الثدي وهي: * الرغبة عند الأم هي العامل الأساسي والمهم للارضاع من الثدي. * صحة الأم السليمة من الامراض الخلقية والمكتسبة. * تغذية الأم كما يجب اثناء الحمل واثناء الرضاعة عبر تأمين الاغذية المتنوعة والمشكلة على جميع العناصر الاساسية من بروتين ومعادن وفيتامينات وغيرها. * الاكثار من تناول الحليب ومشتقاته وخاصة اثناء فترة الارضاع. * تأمين الراحة التامة للأم من حيث النوم الهادئ والحالة النفسية المرتاحة وخاصة من قبل الاب وافراد الأسرة الآخرين. * القيام من وقت لآخر بنزهات في الهواء الطلق وزيارة الاقرباء والاصدقاء الذين تحبهم الأم. * سرعة حمل الطفل إلى امه بعد الولادة يساهم بشكل كبير في در الحليب. متى وكيف تتم الرضاعة؟ * على الأم ان تغسل يديها جيداً بالماء والصابون. * على الأم مسح الثديين بمنشفة صغيرة مبللة بالماء الفاتر المعقم، ثم تنشيفه بعد ذلك. * اخراج بعض نقاط حليب من كل ثدي قبل اعطائه للطفل، حتى يخرج مع هذا الحليب، مايعوق فيه من بكتيريا مضرة. * على الأم ان تجلس بشكل مريح، وان تحمل طفلها بشكل عمودي، اما اثناء الرضاعة يجب ان يكون مائلاً بزاوية 30 40 وان تسند رأس طفلها بذراعها.
* على الأم ان تضع باليد الآخرى حلمة ثديها في فم الطفل وبعد التأكد من ان الطفل مسكها جيداً عليها ان تضغط على الثدي برفق، وقرب الحلمة، وبواسطة الابهام، وذلك كي تفسح لطفلها مجال التنفس الكامل. وفي حال امتناع الطفل عن اخذ الحلمة، على الأم ان تحاول وتحاول، مع مداعبة الانف والشفتين، حتى يأخذ الحلمة ويبدأ الرضاعة. * يجب ان تكون الرضاعة مداورة من الثديين، ومرة كل ثلاث أو أربع ساعات على وجه التقريب. * يجب الاتزيد مدة رضاعة الثدي عن عشر دقائق خلال الاسابيع الأولى للولادة، نظراً لقلة الحليب. * عندما يشبع الطفل من الرضاعة، يترك الحلمة وحده، وعلى الأم ان تساعد طفلها ليترك الحلمة إذا توقف عن الرضاعة. * بعد الانتهاء من الرضاعة على الأم ان تحمل طفلها بشكل عمودي وان تضرب برفق على ظهره، حتى يخرج الهواء الذي دخل مع الحليب، عن طريق التجشؤ. ولهذا يحبذ وضع منشفة على الكتف للمحافظة على نظافة ثياب الام، والطفل، لانه قد يخرج عند التجشؤ بعض الحليب. * كذلك بعد الانتهاء من الرضاعة تمسح الأم ثدييها بمنشفة مبللة بالماء المعقم وتجفيف ذلك ووضع ضمادات صحية لمنع حصول تشققات في الحلمة. * عدد الرضعات اليومية للطفل حديث الولادة هي حوالي سبع إلى ثماني رضعات. * يجب تنظيم اوقات الرضاعة واوقات النوم. لإراحة الام. وتعويد الطفل على ذلك، فيمكن ارضاع الطفل ليلاً مرتين فقط، وان يرضع عند أول صيحة ويمكن اعطاؤة من الماء المحلى مرة واحدة. منقول عن الخليج

تم طباعة هذا المقال من موقع الطب العربي البديل (arabaltmed.com)

© جميع الحقوق محفوظة

(طباعة)